أبو القاسم الشابي شاعر الحريه

Written By ewewrte on الثلاثاء، 28 أغسطس 2012 | 2:20 ص

                                                                        
 أبو القاسم الشابي وقصيدة " إذا الشعب يوما أراد الحياة " 

سيرة ذاتية 


من مواليد ( 1909 _ 1934 )
من أبناء القرن العشرين الذين نشأوا بين الحربين العالميتين الأولى والثانية ، أيام كان العالم العربي يتعثر بين حاضره الأليم وماضيه القريب المنقوص ،
ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام 1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327 هـ وذلك في مدينة توزر في تونس .
قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بمختلف المدن التونسية حيث تمتع السابي بجمالها الطبيعي الخلاب،
ففي سنة 1328 هـ 1910م عين قاضيا في سليانة ثم في قفصة في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال تالة 1335 هـ 1917م
ثم في مجاز الباب 1337 هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ 1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345 هـ 1927م
ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان،
ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ – أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر،
ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول – سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348 هـ.

كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي
ومن المعروف أن للشابي ثلاثة أخوة هم محمد الأمين وعبد الله وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس
ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الأجنبية
وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى
في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م .

ولم يتردد الشاعر طويلا حتى عرف سربه وانضم إليه ثم صدح محلقا حتى اختطفته يد المنون وهو في ريعان شبابه
لم ينشا بمسقط رأسه " تورز - تونس " فقد خرج منها وعمره عام وعاد إليها في زيارتين أقام فيهما نحو 3 اشهر .
قدم ابن القاسم إلى العاصمة للدراسة بجامعة الزيتونة في الثانية عشرة من عمره وقال الشعر باكرا .
وكون لنفسه ثقافة عربية واسعة جمعت بين التراث القديم وبين روائع الأدب الحديث . كانت أولى نشراته في الصفحة الأدبية
التي ترتبها ((النهضة )) كل اثنين سنة 1927 ، وفي سنة 1927 ظهر شعره مجموعا في المجلد الأول من كتاب ((الأدب التونسي في القرن الرابع عشر))
كان يضع شعره في صميم حركات الإصلاح التي كانت تعتلج بها النفوس آنذاك من بعث لحركة الشبان المسلمين ومناصرة لحركة تحرير المرأة .
وفي سنة 1929 نكب بوفاة والده وأصيب بداء (تضخم القلب ) وهو في الثانية والعشرين من عمره ولم يقلع عن عمله الفكري برغم نهي الطبيب له
بل واصل إنتاجه نثرا وشعرا , توفي في تونس يوم 9 من أكتوبر سنة 1934 م ثم نقل جثمانه إلى تورز حيث دفن .



قصيدة إذا الشعب يوما أراد الحياة

إذا الشعب يوما أراد الحياة .... فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي .... ولابد للقيد أن ينكسر

ومن لم يعانقه شوق الحياة .... تبخر في جوها واندثر

كذلك قالت لي الكائنات .... وحدثني روحها المستتر

ودمدمت الريح بين الفجاج .... وفوق الجبال وتحت الشجر:

إذا ما طمحت إلى غاية .... ركبت المنى ونسيت الحذر

ومن لا يحب صعود الجبال .... يعش ابد الدهر بين الحفر

فعجت بقلبي دماء الشباب .... وضجت بصدري رياح أخر

وأطرقت أصغى لقصف الرعود .... وعزف الرياح ووقع المطر

وقالت لي الأرض لما سالت: .... يا أم هل تكرهين البشر ؟:

أبارك في الناس أهل الطموح .... ومن يستلذ ركوب الخطر

وألعن من لا يماشي الزمان .... ويقنع بالعيش ، عيش الحجر

هو الكون حي يحب الحياة .... ويحتقر الميت مهما كبر

وقال لي الغاب في رقة .... محببة مثل خفق الوتر

يجيء الشتاء شتاء الضباب .... شتاء الثلوج شتاء المطر

فينطفئ السحر سحر الغصون .... وسحر الزهور وسحر الثمر

وسحر السماء الشجي الوديع .... وسحر المروج الشهي العطر

وتهوي الغصون وأوراقها .... وأزهار عهد حبيب نضر

ويفنى الجميع كحلم بديع .... تألق في مهجة واندثر

وتبقى الغصون التي حملت .... ذخيرة عمر جميل عبر

معانقة وهي تحت الضباب .... وتحت الثلوج وتحت المدر

لطيف الحياة الذي لا يمل .... وقلب الربيع الشذي النضر

وحالمة بأغاني الطيور .... وعطر الزهور وطعم المطر

0 التعليقات:

إرسال تعليق